Tuesday, February 07, 2006

التسويف والمماطلة..... وخداع الذات !!


يشكو معظمنا من سلوك المماطلة والتسويف والذي من شأنه تضييع العديد من الفرص فضلا عن الأوقات الكثيرة التي تهدر بسببه مما يسبب عادة إحساسا بالذنب أو الفشل لدى الإنسان ومن ثم يؤثر عليه في إنجازه في الأعمال المطلوبة منه . ويرتبط سلوك المماطلة والتسويف عادة بخداع الذات بمعنى أن الإنسان المسوف المماطل غالبا ما يخلق لنفسه مببرات وأعذارا وهمية ليستطيع المماطلة والتأجيل مثل أن يقول لنفسه هذا عمل بسيط وأستطيع إنجازه في أي وقت ، أو سأقوم بإنجاز هذا العمل غدا ، أو بعد أن أنتهي من الشيئ الفلاني وهكذا فأنفسنا لن تحدثنا بالمماطلة أو التأخر في إنجاز الهدف بشكل مباشر وإنما تجمله لنا فيعتقد المماطل أن تأخيره لإنجاز هذا العمل و تحقيقه في وقت آخر سيرتبط بإنجازه بجودة أعلى أو بتركيز أكثر وهكذا ............ لذلك عليك أن تحذر من مثل هذه المبررات كما عليك ألا تستجيب لها وللصوص الوقت .
أهم لصوص الوقت : تتعد الوسائل التي تتسبب في ضياع الكثير من أوقاتنا في الحياة و إذا حسبنا الوقت المهدور على مدار العام نجد إنه كافي لعمل رسالة دكتوراة مثلا لذلك لا تستهون أبدا بأي دقيقة في وقتك ولا تهدر أي ثانية فيه ، وفيما يلي قائمة بأهم الأسباب التي تجعلك مهدرا لأوقاتك : النوم : لا شك أن النوم ضروري جدا وعنصر أساسي للحصول على الطاقة وتجديد النشاط ولا يستطيع إنسان أن يقوم بأي عمل بشكل ناجح إلا إذا كان حاصلا على قدر كافي من النوم يمكنه من تحقيق هذا الهدف بأفضل شكل ممكن ، إلا أن النوم من ناحية أخرى قد يلتهم جزء كبير من يومنا ، فإذا فرضنا أنك تنام 8 ساعات يوميا فسنجد أنك تهدر 1/3 يومك في النوم على الرغم من أن تستطيع أن تحقق نفس النتيجة وهي الإسترخاء والتركيز إذا نمت 5 ساعات فقط وإستعضت عن الثلاث ساعات الباقية بمارسة التمارين الرياضية 3 مرات أسبوعيا وبهذا تكون قد وفرت 3 ساعات يوميا أي ما يعادل 21 ساعة أسبوعيا أي إنك جعلت أيام الأسبوع 8 أيام بدلا من 7 فقط ، هذا بالنسبة للنوم فقط !!!! .
مشاهدة التليفزيون والجلوس أمام الإنترنت : أصبحت مشاهدة التليفزيون وقضاء الوقت أمام الإنترنت من أهم المصادر التي تقتل الوقت فأمامهما عادة لا يشعر الإنسان بمرور الوقت ويفاجئ في نهاية الأمر أنه قد يتجاوز الـ 5 أو 6 ساعات أو مايزيد أمام هذين المصدرين ، فعليك قبل أن تقوم بفتح جهاز التليفزيون أو الجلوس على شبكة الإنترنت أن تحدد البرامج التي ستشاهدها أو الهدف من دخولك إلى شبكة الإنترنت ولا تترك نفسك لهما تنتقل من هذه القناة إلى تلك القناة ومن هذا الموقع الإلكتروني إلى ذلك .
النتائج المترتبة على التسويف : حدد مركز التوجيه والإرشاد بجامعة الملك فهد بالسعودية في دراسة للدكتور سعد بن علي عيبان عيوب التسويف في عدد من النقاط هي : 1-أنه عادة سيئة يمكن أن تؤثر عليك جسميا ونفسيا . فأغلب من يمتهنون التسويف يعانون من مضاعفات الشد العصبي والتوتر والقلق والإرهاق . 2-يضع الأغلال حولك ويكبل خطاك ويحول دون بلوغك أهدافك و غايتك . 3-أنه يخنق نموك الشخصي والمهني ويعيق حصولك على مكافآت تستحقها بجدارة . 4-أنه يدمر أحلامك في أن تنعم بحياة سعيدة تلفها الصحة والعافية ورغد العيش . 5-يورث الحسرة والندم في وقت لا ينفع فيه الحسرة والندم . 6-يؤدي إلى الحرمان من الأجر والثواب . 7-تراكم الذنوب وصعوبة التوبة . 8-تراكم الأعمال ، وصعوبة الأداء . 9-ضياع الهيبة ، وعدم القدرة على التأثير في الناس .
معادلة التسويف : يحدد الدكتور سعد بن علي عيبان معادلة التسويف لتعلم مإذا كنت مسوف من عدمه وهي : أ= أنت تؤجل أعمال ينبغي عليك أداؤها . ب= أنت تشعر بالذنب لعدم قيامك بها . أ + ب = مسوف .
وقد حددت الدراسة السابقة أسباب التسويف في الآتي : 1- الإرتباك . 2- إنعدام الأولويات. 3- إنعدام المسؤولية . 4- الخوف من المخاطرة . 5- التهرب من المهمات الغير ممتعة . 6- القلق أو الإكتئاب . 7- السلوك الوسواسي القهري . 8- الرتابة أو السأم . 9- الإرهاق . 10- القوى الخارجية . 11- فقدان القدرة التحليلية . 12- النسيان . 13- الإعتماد على الآخرين . 14- التلاعب على الآخرين . 15- العجز الجسدي .
تخلص من التسويف : ولكي تتخلص من هذه العادة التي سيطرت على عدد كبير من البشر عليك أن تبدا فورا حالا : أخرج ورقة وقلم وإبدأ دون أهدافك في الحياة على المستوى البعيد والقريب ، قم بالتخطيط لحياتك ، قم بعمل خطة سنوية وأخرى شهرية وأخرى أسبوعية وأخرى يومية لإستغلال كل دقيقة في يومك ، إستغل أوقات المواصلات والإنتظار في إنجاز بعض المهام البسيطة وعليك أن تضغط الواجبات التي يمكن إنجازها في أوقات واحدة . لا تنسى نفسك مارس الرياضة ، إحرص على غذائك الصحي ، إحرص على حياتك على وقتك على كل ثانية في يومك .